الرمز في شعر شوقي شفيق
يكتنز الرمز في الشعر اليمني المعاصر خصوبةً دلالية، فاعلة في استيعاب التجربة الشعرية. من ذلك، ما نجده من تجليّاتٍ لهذه الخصوبة الإيحائية، في جماليات الرمز في شعر شوقي شفيق. لا سيما ما قامت عليه الرؤى الشعرية، في توظيف الشاعر للرمزين: الصوفي، والتاريخي.
[1]: الرمز الصوفي
استأنس الشاعر شوقي شفيق، بأبعاد مختلفة من الرمز الصوفي. إذ وظف عددًا من الشخصيات الصوفية، ذات المحمولات الدلالية والإيحائية الفلسفية والفكرية. من مثل، توظيفه الرمزي لشخصية “الحلاج”(1).
[1ــ1]: “الحلّاج” المتمرد
بنى الشاعر قصيدته “ظهورات الحلاج” ــ عنوانًا ونصًّا ــ بأبعاد هذه الشخصية الصوفية. ومنها قوله:
“أجَّلْتُ الكشفَ وناديتُ الشارعَ كي
ينصرني
ورميت مشيئاتي في الجمع/ مقيمًا في
أحوالِ
الخبز وفي معرفة التصعيد.
الشارع برداء الأشواق كساني
فمحوتُ
النرجسَ عن وجهي كيلا(2) النرجس
يمحوني/
وصعدتُ على فرسي وأبحتُ دمَ
السلطان”(3).
يوظف الشاعر ــ هنا ــ ما جبلت عليه شخصية “الحلاج”، من تمردٍ حتى على الصوفية نفسها. فقد تمرد “الحلاج”، على الثوابت الصوفية، حينما باح بما يعتبرونه سرًّا. وهو ما دفعهم إلى طرده، فاتّجه إلى إبداعٍ خاص به، عُرف بـ “الطواسية”. وهي مجموعة من المفاهيم والعقائد الخاصة بـ”الحلاج”(4).
كما كان للحلاج تمرده السياسي والاجتماعي، بموازاة تمرده الصوفي، فقد كان مهتمًّا بالإصلاحات الاقتصادية المتدهورة إبان حياته. وهو ما دفع السلطة السياسية، إلى اتهامه بـ”القرمطة”(5).
وقد استحضر الشاعر ــ هنا ــ الحلاج؛ لاستيحاء هاتين الفكرتين، من تاريخ الشخصية الصوفية. حيث تجسَّد التمردُ على المسارات الصوفية، في احتواء الأفكار الصوفية لرؤى شعرية معاصرة. مثَّلها اتجاه الشاعر المؤجِّل للكشف بماهيته الصوفية المعتادة. كما مثّلها الالتحام بالمجتمع المحيط، الذي وضع الشاعر فيه مشيئاته ملتمسًا منه المؤازرة والنصرة.
كما ظهر التوظيف الرمزي لفكرة التمرد على الأسس الصوفية، في تحوير فكرة الأحوال الصوفية، من مسارها الذاتي إلى فضاءٍ جمعي، كان الخبز حالًا من أحوالها. ومثل ذلك، كان التصعيد الاجتماعي ــ الهادف إلى كسر النمطية السلطوية ــ مقامًا معرفيًّا بصوفيةٍ رمزية.
وقد اتخذ الشاعر ــ من رمزية التصوف المتمرد لهذه الفكرة الصوفية ــ اتجاهًا نحو تَمَرُّدِه الاجتماعي على السلطة الحاكمة. في محاولةٍ منه، لتحقيق غاية التمرد المتمثلة في إسقاط الحاكم المستبد.
[1ــ2]: عقوبة “الحلاج”
يستلهم الشاعر تجلياتٍ من عاقبة التمرد الحلاجي. تلك العاقبة، التي تمثّلت فيما تعرّض له من عقاب السلطة السياسية والدينية. وهي العاقبة، التي وظفها الشاعر، في قوله:
“انثروا النار في دمي
وانثروني.
هذه النار ليس تكفي
فزيدوا ما يغطي خرائبي. أشعلوني
واهتفوا لي،
فإنني منذ أنثى
أربكتني نقائضي
وظنوني”(6).
لقد دفع الحلاج ثمن عبقريته، وتألقه الصوفي. فاعتبرته السلطة الدينية والسياسية خارجًا عن الملة. لذلك؛ حُكِم عليه بالموت صلبًا بعد تقطيع يديه ورأسه، ثم إحراق جثمانه؛ لأجل أن يفنى أثره(7). وقد استلهم الشاعر من هذا الحدث خاتمته، المتمثلة في الإحراق والنثر لرماد الجثمان المحترق. وفي هذا الاستلهام ملامح من مشاعر إيحائية مُتقبّلةٍ العقابَ. في إكبارٍ، ذي إحالاتٍ على الالتذاذ ــ بهذا العقاب ــ التذاذًا مواربًا، نابعًا من سمو الفكرة والرؤية.
كما أن في هذا الاستلهام ــ أيضًا ــ ذوبانًا لشخصية الشاعر في شخصية الرمز؛ إذ صار الحلاج قناعًا للشاعر. وذلك؛ للتشابه المحوري بين حاله وحال شخصية الحلاج في موقفهما المناهض للسلطة واستبدادها. والتشابه في قناعتهما في التمرد والثورة على السلطة. لذلك؛ يخاطبها (الشاعر/ القناع) بحدَّةٍ واستفزازٍ، غير مكترثٍ لما سيلحقه من غضبها، ولا عقابها، الذي اختزلتْه إشارتُه إليه بـ “النار”.
وفي هذا التماهي ــ بين الحلاج القديم والحلاج المعاصر (الشاعر) ــ تبدو حتمية الاختلاف المُتَشَكِّلة من تباعد زمنيهما. وهو اختلافٌ متجسّدٌ في لغتهما التعبيرية، فهي ذات دلالة حقيقية مباشرة في إبداع الحلاج القديم. بينما هي في إبداع (الحلاج/ الشاعر) لغةٌ مجازية رمزية توظيفية لمضامين العقاب والقمع. فقد وظّفت اللغة المعاصرة ــ هنا ــ الأساليب العقابية، التي تعرضت لها شخصية الحلاج المتمردة، في الإيحاء بالأساليب القمعية والعقابية المتعددة. تلك الأساليب، التي تواجه بها السلطةُ المستبدة المعاصرة المتمردين والثائرين عليها.
[1ــ3]: خلود “الحلاج”
تكتمل رمزيةُ المشهد وتداعيات العقاب فيه، باستحضار الشاعر لامتداداته الذهنية إلى ما يليه من الأزمنة. ذلك، من خلال ما ورد في قول الشاعر، من نفيٍ لنجاح السلطة في القضاء على هذه الشخصية، بما هي عليه من امتداد تاريخي، ورمزية معاصرة، على حدٍّ سواء:
“شُبِّهتُ لهم
وجمعتُ رمادي في دجلةَ، ثم علوتُ
على ضوضائي/
ورجعتُ إلى أهوائي
أبذرها في الطرقاتِ
وأحترقُ”(8).
انتفى الموت هنا، وإن تعددت الإجراءات المتبعة في تحقيقه. فالذات المحترقة ليست الذات المقصودة، وإنما ذات أخرى شُبِّهتْ لمنفذي الحكم. أمّا الذات المقصودة، فإنها تعلو بعد تجميع رمادها في نهر “دجلة”. وذلك؛ لتعود إلى مقاومتها وثوريتها، التي تبذرها ديمومةً احتراقيَةً في الطرقات والمسالك الوجودية. وهنا يتجلى استيحاء الشاعر، لما تردد ــ حينها ــ بعد موت الحلاج من القول إنه لم يمت، وإنما رُفع إلى السماء مثله كمثل “المسيح”. وأنه سوف يعود مثل “المسيح”، وأن نهر “دجلة” قد فاض من بركة رماده(9).
وفي هذا البعد الرمزي، يصور الشاعر الامتدادات الفكرية الخالدة، التي تختص بها رؤى المفكرين والمبدعين. تلك الرؤى، التي تهدف إلى تصحيح مسارات الحياة الاجتماعية. إذ تبقى رؤىً خالدةً متوهجةً في كل الأزمنة، مهما حاولت السلطات القمعية وَأْدَها ومعاقبة أصحابها. ومهما تعددت الأساليب القمعية، وتنوعت أشكال القسوة فيها، فإنها لن تستطيع إجهاض فكرة التمرد المتخلِّقة في هيئة حلاج معاصر. يمثل إجهاز السلطة عليه ميلادًا جديدًا، لحلاجٍ آخر، في سلسلةٍ متتابعة.
وبذلك، يستحيل القضاء على فكرة التمرد وحقيقتها المتجسدة واقعًا متواليًا من الثائرين. ذلك؛ لما فيها من حيويةٍ واستمراريةٍ، كامنةٍ فيما تمثله من عموميةٍ وشمولٍ للإنسان المعاصر. فالحلاج أمةٌ متطلعة، وشعبٌ متمردٌ. يسعى إلى غايته، في نيل حياةٍ كريمةٍ تليق به. من خلال ما يهدف إلى تحقيقه، من تحطيمٍ للفساد وأركانه، وزعزعةٍ للظلم وأساساته.
[2]: الرمز التاريخي
من صور الرمز في شعر شوقي شفيق، تلك التي وظّف فيها الرمز التاريخي. سواءٌ فيما استمده من التراث الأدبي العربي الزاخر بثراء الرمزية التاريخية، أو فيما استمده من الرمز التاريخي العالمي.
[2ــ1]: الرمز التاريخي العربي
من تجليات الرمز التاريخي، المستمد من تاريخ الأدب العربي، ما استحضره الشاعر، في هذه الدفقة الشعرية:
“في سوقِ عكاظ
يسرقُ صوتي النابغةُ الذبياني
ويسلبني الشعرْ
في سوقِ عكاظ
تشدو الخنساءُ فيصحو صخرٌ”(10).
استدعى الشاعر الرموز الأدبية العربية: “سوق عكاظ”، و”النابغة الذبياني”، و”الخنساء”. وهي أعلامٌ لبشرٍ ومكان في مشهدية التاريخ المروي. فقد كان “سوق عكاظ” مكانًا للمباراة الشعرية بين الشعراء. وهنا، تظهر رمزية المكان، حيث صار مكان انبثاق الفن. ثم تتداعى رمزية الشخصيتين الشعريتين (النابغة/ والخنساء)، رمزين للإبداع النقدي والشعري. إذ خصب الشاعر فنية الرمز، بامتدادٍ دلاليٍّ، موحٍ بتلك القصة التي حكم فيها النابغة للخنساء(11).
وقد اتخذ الشاعر من إيحاءات وتفاصيل هذه الرموز سبيلًا إلى التعبير عن المعضلة النقدية المعاصرة، التي ينتصر بعض نقادها للقديم. كما يتعصبون، تعصبًا ينعكس تهميشًا وإقصاءً لشعراء الحداثة والتجديد.
والشاعر القديم “حسان” ــ الذي خسر المعركة أمام “الخنساء” ــ رمزٌ للشاعر “شوقي شفيق”. الذي يمثل ــ بدوره ــ رمزيةً لكل شاعر معاصر، ينتمي إلى قيم التجديد والحداثة الإبداعية.
ويمثل النابغة بازدواجيته ــ شاعرًا وناقدًا ــ رمزًا لبعض النقاد المعاصرين، الذين يتسم بعضهم بازدواجية النابغة بين الشعر والنقد. فمن هؤلاء، من يقف في وجه أصوات التجديد والحداثة في الشعر المعاصر. وفي ذلك إشارة إلى سطوة هذا الصنف من النقاد وحرصهم على مصادرة القيم الفنية الجديدة، التي تصدح بها أصوات شعراء الحداثة والتجديد.
كما أن ذلك، يعكس رؤية الشاعر الرمزية، التي تتضمن عدم غمطه للفن الشعري. سواءٌ أكان صادرًا بشكلٍ قديم أو معاصر. مجَسِّدًا ــ بذلك ــ رؤيته الجوهرية في الفن، بوصفه صورةً من صور بعث الحياة.
[2ــ2]: الرمز التاريخي العالمي
كثيرًا ما استوحى الشعراء اليمنيون المعاصرون شخصية الشاعر الإسباني (لوركا)(12). استثمارًا منهم لثراء الدلالة، الذي اكتنزتْه نهاية هذا الشاعر المأساوية في ضواحي “غرناطة”. تلك النهاية، التي جعلتْ منه شاعرًا مأساويًّا، وأيقونةً رمزية للشعراء الحالمين والملتزمين، الذين يجسدون آمال شعوبهم، في التحرر من الظلم والأسى(13).
وفي سياق استئناسه بالرمز التاريخي العالمي، يستحضر الشاعر شوقي شفيق أبعاد هذه الشخصية، بمعية شخصيات تاريخية أخرى، في قوله:
“أنتَ رأيتهم:
يقتادون لوركا إلى الرصاص
وسقراط(14) إلى السم
وشابلن(15) إلى مكتب التحقيقات
ويقتادونك إلى حديقة الظلام الفاخرة”(16).
يستلهم الشاعر ــ هنا ــ سياقًا لعاقبة الفكر المتطلع إلى التحرر. من خلال رمزية شخصياتٍ، تمثَّلتْ هذا الفكر، ودفعت ثمن ذلك. وقد كانت شخصية (لوركا) ــ من بينها ــ هي الأكثر تمثُّلًا لهذا الفكر، والأقسى عاقبة.
ويوظف الشاعر هذا السياق للإيحاء بعاقبته هو، المعنيِّ بالخطاب في السطر الأخير. وهي العاقبة، التي تمثل امتدادًا إلى عاقبة الفكر والإبداع، الذي يتوق إلى الحرية وقيم الإنسانية السوية.
وأضفى الشاعر على استيحائه الرمزي ــ هذا ــ واقعيةَ خصوصيته، وبصمته الخاصة، في إخصابه تلك العاقبة السياقية بلانهائية الألم والعذاب. من خلال صورة اقتياد الشاعر إلى حديقة الظلام الفاخرة، الموحية بتوجيه السلطة لمسارات الفكر والإبداع باتجاهٍ مغاير للغاية التي ينشدها المفكرون والمبدعون. وإبقاء هذه السلطة على حياتهم، في حديقة من الظلام الرقابي التعسفي.
وهنا يكون ألم العاقبة أقسى من عاقبة الشخصيات المستلهَمة. لاسيما عاقبة شخصيتي (لوركا/ وسقراط). فقد كان الموت نهايةً لآلامهما. بينما حياة الشاعر ــ هنا ــ حياةٌ للألم، واستمرارٌ للعذاب النفسي، بظلامية الوجود. تلك الظلامية، التي يفرضها الحاكمون، على المحكومين والمبدعين، والمفكرين منهم خاصة.
- الحلاج، هو: الحسين بن منصور الحلاج (244ــ 309هـ). الشاعر الصوفي صاحب المأساة المشهورة في تاريخ الفكر والتصوف باسم “مأساة الحلاج”. ينظر: عبد المنعم الحفني، “الموسوعة الصوفية، أعلام التصوف والمنكرين عليه والطرق الصوفية”. دار الرشاد، ط1، القاهرة، 1412هـ ــ 1992م، ص: (131،126). ↩︎
- الصواب فصل الحرف (كي)، عن أداة النفي (لا)، وليس كما هو وارد في النص. ↩︎
- شوقي شفيق، “الأرض في بهارات هاويتي”. مركز عبادي للدراسات والنشر، واتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، ط1، صنعاء، 1423هـ ـ 2003م، ص: (46،45). ↩︎
- ينظر: عبد المنعم الحفني، “الموسوعة الصوفية”. المرجع السابق، ص: (126). ↩︎
- نفسه. ↩︎
- شوقي شفيق، “كوكب الهباء”. إصدارات وزارة الثقافة والسياحة، صنعاء، 2004م، ص: (267). ↩︎
- عبد المنعم الحفني، “الموسوعة الصوفية”. المرجع السابق، ص: (131). ↩︎
- شوقي شفيق، “الأرض في بهارات هاويتي”. المصدر السابق، ص: (44). ↩︎
- سامي خرطبيل، “أسطورة الحلاج”. دار ابن خلدون، بيروت، 1979م، ص: (155). ↩︎
- شوقي شفيق، “شرك شاهق”. الهيئة العامة للكتاب، صنعاء، 1999م، ص: (81،80). ↩︎
- رُوي أنّ “النابغة” كانت “تضرب له قبّة حمراء من أدم بسوق عكاظ، وتأتيه الشعراء فتعرض عليه أشعارها. فأنشده “الأعشى أبو بصير”، ثم أنشده “حسّان بن ثابت”، ثم الشعراء، ثم جاءت “الخنساء السلميّة” فأنشدته، فقال لها “النابغة”: والله لولا أنّ “أبا بصير” أنشدني لقلت إنّك أشعر الجن والإنس، فقال “حسان”: والله لأنا أشعر منك، ومن أبيك، ومن جدّك! فقبض “النابغة” على يده، فقال: يا ابن أخي، إنك لا تحسن أن تقول مثل قولي:
فإنّك كاللّيل الذي هو مُدْركي وإنْ خِلتُ أنّ المنتأى عنْكَ واسعُ
ثم قال للخنساء: أنشدي، فأنشدته، فقال: والله ما رأيت ذات مثانة أشعر منك، فقالت له الخنساء: والله ولا ذا خصيين! وهذه الرواية فيها نظر؛ لأن النقاد مختلفون حولها بين مكذِّب ومصدق. يُنظر: ابن قتيبة، “الشعر والشعراء”. تحقيق: أحمد محمد شاكر، دار المعارف، ط2، القاهرة، 1377هـ ـــ 1958م، جـ1/ ص: (344) . ↩︎ - أحمد قاسم الزمر، “ظواهر أسلوبية في الشعر الحديث في اليمن، دراسة وتحليل”. إصدارات وزارة الثقافة والسياحة، صنعاء، 1425هـ ـــ 2004م، ص: (190).
(لوركا، فيديريكو غارسيا Federico Garcia Lorca) (1898ـــ1936): شاعر وكاتب مسرحي إسباني. غاص، ببساطة العبقري، إلى أعماق الأشياء، متخذًا من الأرض والحب والموت موضوعاتٍ رئيسة له. أشهر آثاره المسرحية ثلاثيته، التي تشمل: “عرس الدم” (عام 1933)، و”ييرما” (عام 1934)، و”بيت برناردا آلبا” (عام 1936). ↩︎ - ينظر: عبده وازن، “لوركا شاعر الينابيع .. والفقراء”. مجلة دبي الثقافية، العدد: (54)، نوفمبر2009م، ص: (106). ↩︎
- (سُقراط (Socrates (470ـــ399 ق.م): فيلسوف يوناني. يعتبر، هو و(أفلاطون)، و(أرسطو)، واضعي أسس الثقافة الغربية. قال إن الفضيلة هي المعرفة. ولم يترك أي أثر مكتوب, كان من دأبه التجول في الشوارع والأسواق، يتحدث إلى الشبان والشعراء والسياسيين عن الخير والشر. سُجن وهو في السبعين، وحُكم عليه بالموت؛ بتهمة “إفساد شبان أثينا” و”ازدراء الآلهة”. وقد توسل إليه أصدقاؤه أن يفر من السجن لينجو بنفسه، فأبى، وشرب السم في حضرتهم، مطمئن النفس راضيًا. وهو صاحب القول المأثور: “اعرف نفسك”. ↩︎
- (تشابلن، تشارلز سبنسر) (“تشارلي”) Charles Spencer Chaplin (“Charlie”) (1889ـــ1977): ممثل هزلي بريطاني. يعتبر أحد ألمع نجوم السينما العالمية، في عهديها الصامت والناطق. عمل في الولايات المتحدة الأميركية (1913ـــ1952). ↩︎
- شوقي شفيق، “حينما أنفق الكائن بصيرته في الخيبات وفي رواية أخرى”. دار النهضة العربية، ط1، بيروت، 2010م، ص: (64). ↩︎