ناعسة الإغواء

ناعسة الإغواء

ناعسة الإغواء

د. عبده منصور المحمودي

مُنذُ النّواصي بِطَعْمِ القُبْلَةِ احْتَفَلَتْ؛

فينا فخامَتُها كمْ أعْشَبَتْ قُبَلا

.

إذْ عانَقتْ بَسْمَتِي فيها بشاشَتَها،

وطَرْفُها ــ ناعِسُ الإغواء ــ بِي احْتَفلا

.

نَغُضُّ مِنْ لُغَةِ الأَبْصارِ ما ارْتَبَكَتْ

بهِ المقاماتُ، نُبْقي ما الهَوَى ارْتَجَلا

.

.

أذُوبُ في صَوْتِها لَمّا تُمَوْسِقُهُ

باسْمِي، بإيْحائِها يَجْتاحُني وَجِلا

.

يَفِيضُ مِنْ ساعِدَيْها النَّقْشُ يَغْمُرُني

بَوْحًا لِما الصّمْتُ لَمْ يَرْشَحْ بِهِ غَزَلا

.

.

في كَعْكَةِ القلْبِ دَسَّتْ عِشْقَها، وعلى

كأْسِ المساءاتِ خَطَّتْ حَرْفَها ثَمِلا

.

يُضِيءُ ما طَوَّعَتْهُ لِيْ أَنامِلُها

مِنْ سُكَّرٍ في رُضابٍ لَذّ، وانْذَهَلا

.

وَعَتَّقَتْ ــ في ارْتِشافي سِحْرَ بَسْمَتِها ــ

مِنْ لَذّةِ الكَأْسِ شَوْقًا لاحَ مُشْتَعِلا

.

.

تُصْغِي إلى العشْقِ، تُحْصي كَم بهِ عَزَفتْ

أَوْتارُ قلبي، وكم مِنْ بَوْحِها اشْتَمَلا

.

وكم تفاصيْلُها مِنْ لُطْفِها غَرَسَتْ

أقصى الشَّغافِ، وكمْ نَبْضي لها ابْتَهَلا

.

.

تَمُدُّ خيْطَ بَخُورٍ مِنْ نَدى مَطَرٍ

إذا بهِ الليلُ مِنْ أوْهامِه اغْتَسَلا

.

على اتِّقادي ارْتَقى خيطُ الأَريْجِ إلى

صمْتِيْ؛ فَرَتَّلَ فيهِ عِطْرُها جُمَلا

.

غَمامةً مِنْ رَحيقِ الفجْرِ قد سَكَبَتْ

معراجَها في سمائي؛ فارْتَقيْتُ إلى …

***     

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *